هناك العديد من الناس الذين يؤمنون بالحظ ويعتمدون
عليه ولا يعتمدون على عمل يدهم واليكم حكم الايمان به
حكم الإيمان بالحظ
على الإنسان أن يكون على يقين بان الله-تعالى- قسّم الأرزاق بين عباده،
وكتب الأقدار في الّلوح المحفوظ على كلّ خلقه من خيرٍ أو شرٍ، وفاوت بين
أعمار البشر وآجالهم حيث إنّ الله-تعالى- قال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}
فحكم الإيمان بالحظّ مرتبطٌ بعقيدة الإنسان الإسلامية، وفهمها الفَهم
الصحيح بحيث يعلم أنّ الحظّ هو القضاء والقدر الذي كتبه الله -عزّ وجلّ-
على عباده، وقد جعله-تعالى- من أركان الإيمان، التي لا يكتمل إسلام
المسلم إلّا إذا صدّق يقينًا تامًا من القلب بأركان الإيمان؛ فآمن بها وأتبعها
بالعمل الصّالح
الإيمان بالقضاء والقدر الإيمان هو أساس العقيدة الإسلامية، وهو كلّ ما وقر
في القلب، وصدقته الجوارح بالأعمال الصّالحة، وهي ستة أركانٍ كما ذكر
عنها الله -تعالى- وذكر عنها رسول الله؛ وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه،
ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وذلك دليل ما قاله الله -تعالى- في
كتابه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}، وأمّا من السّنة النّبوية فحديث جبريل -عليه السّلام-
عندما جاء يسأل النّبي الكريم عن الإيمان فيما يرويه عمر بن الخطاب حيث
قالَ: “فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ،
والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ”،وهذا يوجب التّصديق الجازم
بها، ولا يتمّ إيمان الفرد إلّا بها كاملة من غير التّجزئة بينها، ويُعتبر الإيمان
بالقضاء والقدر هو آخر ركن من أركان الإيمان التي تستلزم الإيمان بأنّ
مشيئة الله -عزّ وجلّ- واقعة منذ الأزل، بما قدّره الله-تعالى- على عباده،
ولا يكتمل إيمان المسلم حتى يدرك أنّ ما أصابه لم يكن ليخطؤه، وما
أخطأه لم يكن ليصيبه، فكلّه مكتوب في الّلوح المحفوظ، بدليل قول الله
تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ
قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}،فإذا أدرك الإنسان حقيقة أنّ
الإيمان بالقضاء والقدر واجب عليه ولا يكتمل إيمانه إلّا به؛ يتولد لديه فوائد
وثمراتٍ كثيرةٍ، أولها التوكل على الله -عزّ وجلّ- عند فعل الأسباب المؤدية
للعمل، واطمئان قلبه، والشعور بالراحة؛ لأنّ كلّ شيء مقدر، وكلّ ما يحدث
من خير أو شر فهو بعلم الله الأزلي؛ فتهون عليه الإبتلاءات، ويستسلم لقدر
الله الذي فيه الخير الكثير، فحكم الإيمان بالحظ هو نفسه الإيمان بالقضاء
وكلاهما مرتبط بالعقيدة الإسلامية.
احكام الايمان بالحظ